كتابة التقارير مهم جدا

كتابة التقارير التي تناولها المرشد النفس بالتسجيل والتحليل والتفسير أو العرض بحيث يرتبط كل منها بالآخر في صورة متكاملة حول حالة المسترشد من جميع جوانبها الشخصية والاجتماعية والتربوية والمهنية .

وسوف نتناول التقارير النفسية الختامية final psychological reports التي يكتبها المرشد النفسي في نهاية مقابلاته الإرشادية ، وعند اقفال الحالة بتمام علاجها وشفائها ، أو باحالتها إلى غيره من المختصين حسب ما يرى وفقاً لظروفها .

من الضروري أن يكتب التقرير النفسي الختامي لكل مسترشد حيث يصبح مستنداً هاماً في حلقة ؟؟؟ وجزءاً لا يتجزأ من ذلك الملف الذي يحتفظ به في مركز الإرشاد النفسي الذي يتولى رعايته الإرشادية .

مفهوم التقرير النفسي الختامي:

يرى داير وفراينر 1975 أن التقرير النفسي الختامي هو وسيلة بنائية للمساعدة في تلخيص حالة كل عميل مسترشد ، ثم إرشاده حتى ولو كان عدد مقابلاته الإرشادية مع مرشده النفسي لم يتجاوز المرة الواحدة .

كما يرى ؟؟؟؟ 1976 أن التقرير النفسي الذي يكتبه الأخصائي الإكلينكي يعتبر ملخصاً وافياً لكل ما يتعلق بحالة المريض من بحوث ودراسات سابقة ، وانه يختلف بإختلاف الشخص الذي سيرسل إليه التقرير ومدى قدرته على فهم ما به من مصطلحات إ***نكية .

أهمية التقرير النفسي الختامي :

لا ينكر أحد أهمية التقرير النفسي الختامي كوسيلة أساسية وفعالة في فهم التطورات المختلفة التي طرأت على المسترشد من مختلف جوانبه الإرشادية شخصية كانت أو اجتماعية أو تربوية أو مهنية خلال المقابلات المتتالية منذ المقابلة الابتدائية الأولى وحتى المقابلة الأخيرة .

فالتقرير النفسي الختامي يعطي صورة واضحة للمرشد النفسي وزملائه المهنيين عن الحالة النهائية التي وصل إليها المسترشد وما يمكن أن يقدم له من تسهيلات وقائية وعلاجية وانمائية خلال العملية الإرشادية في المستقبل إذا أعيد إليه مرة أخرى أو إذا أخيل إلى غيره لاستكمال متابعة حالته .

ومن ثم يمكن تقويم فعالية المقابلات الإرشادية واستراتيجياتها في التعامل مع المسترشد على أسس واقعية واضحة ومسجلة في التقرير النفسي الذي كتب عنه .

وإذا كان التقرير النفسي يعتبر المستند العلمي الذي يعتمد على بنوده في تقويم العملية الإرشادية بصورة عامة وتقويم حالة المسترشد بصفة خاصة ، فإن دراسة وممارسة كتابته بمهارة فائقة أمر ضروري لكل مرشد نفسي يريد أن ينقل خبراته المهنية عبر الكلمات إلى زملائه في المهنة أو رؤسائه في العمل أو مسترشديه في المركز الإرشادي مبيناً وموضحاً ما تم في الماضي وما يمكن أن يتم في المستقبل لكل من العملية الإرشادية والحالة العامة للمسترشد . ومن ثم يمكن أن يحقق التقرير النفسي فوائد هامة . منها أنه يمكن أن يستفاد منه في كونه دليلاً واضحاً ومستنداً واقعياً حول الإنجازات المهنية من مهارات وفنيات تمت على يدي المرشد النفسي في مقابلاته الإرشادية خلال عملية الإرشاد النفسي مع مسترشديه .

هذا بالإضافة إلى كونه سجلاً دائماً يحقق المساعدة للمرشد النفسي فيما يوضحه من صورة عن مسترشده إن كان سوف يتعامل مع مرة أخرى في المستقبل .

مهارة كتابة التقرير النفسي :

لا يوجد ما يسمى بأحسن صيغة يمكن أن تكتب بها بنود التقرير النفسي أو لا يوجد شكل واحد مع رد يحتوي عليها . ولكن من الضروري أن يلم المرشد بخصائص المهارة في كتابته حتى لا يغفل أمراً قد يكون مهماً ولا يهمل بنداً لا يمكنه الإستغناء عنه .

ومن ثم فإن أي تقرير نفسي يجب أن لا يبتعد عن تضمين ما تم في المقابلات التشخيصية بواسطة الأطباء النفسيين وما سرد في التاريخ الاجتماعي بواسطة الاجتماعية . وذلك في إطار التعاون المشترك بين المرشد النفسي وزملائه الأخصائيين في فريق التوجيه النفسي في المركز الإرشادي .

وبناء عليه : يمكن أن يصمم التقرير النفسي ويفصل حسب الحاجة إليه ، ليقابل معطيات الوضع الراهن لمسترشد ما . وقد يختلف تصميمه وتفصيله ليقابل المتطلبات لوضع آخر خاص بمسترشد ثان .

ومهما كان الشكل المصمم للتقرير النفسي ومهما كان تفصيله حسب المتطلبات الراهنة لحالة المسترشد فإنه يجب ألا يخرح بأي حال عن الخطوط العريضة التي تشكل ملامحه وتقر بصلاحيته .

الخطوط العريضة المقترحة في تصميم التقرير النفسي :

أولا المعلومات الوصفية :

1. معلومات خاصة بالهوية مثل الاسم العمر الجنس الوزن والطويل .

2. معلومات عن التاريخ الشامل في الماضي والحالة العامة الراهنة .

3. معلومات فيما يتعلق بالنواحي الصحية والاجتماعية ، التربوية ، والمهنية .

4. معلومات تتعلق مشكلات المسترشد التي دفعته للإنتظام في عملية الإرشاد النفسي وللحضور في المقابلات الإرشادية .

5. معلومات عن أسباب الإحالة من أو إلى المركز الإرشادي الذي يرعاه .

6. معلومات عن تطلعات المسترشد نحو المستقبل وإحلامه وآماله في تحقيقها.

ثانياً – المعلومات الإرشادية :

1. معلومات عن المقابلات الإرشادية التي تمت مع المسترشد ومدى استجاباته لها وخلالها ، والمواعيد التي تمت فيها أو تأجلت إلى غيرها .

2. معلومات عن اتصالات المرشد النفسي مع زملاء آخرين في المهنة أو متصلين بها عن قرب أو بعد بهدف التشاور وتبادل الرأي حول المسترشد .

3. معلومات عن اتصالات المرشد النفسي بأسرة المسترشد أو ببعض أقربائه أو بعدد من أصدقائه وزملائه او برؤسائه بهدف التأكد من بيانات أو تصحيحها حول المسترشد .

4. معلومات عن الطرق والأساليب الإرشادية التي اتبعت مع المسترشد او مدى مساهمتها في حالته وتأثيرها عليه وعن نوعية الاستراتيجية الإرشادية الشاملة المستخدمة في التعامل معه ومدى كفاءتها في تحقيق أهدافها .

5. معلومات عن التقويم النهائي للمقابلات الإرشادية وما تم خلالها ، وعن تقويم المسترشد وحالته وما أحبط بها وعن التشخيص النهائي للأعراض التي ظهرت على سلوكه خلال مناقشته في مشكلاته .

ثالثاً : المعلومات المتعلقة بالشخصية :

1. معلومات عن وسائل التقويم اختباري وغير الاختباري التي طبقت على المسترشد خلال مقابلته الإرشادية وعن ملاحظاته عليها وعن اتجاهاته نحوها وعن استجاباته لها ونتائجها .

2. معلومات عن نتائج التقويم الاختباري وغير الاختباري متضمنة قدراته العقلية العامة والخاصة وأبعاد شخصيته وجوانبها الإرشادية ، نظام قيمه وخصائص توافقه ودوافع سلوكه .

3. معلومات عن مفهومه لذاته وتقويمه لها عن فلسفته وحدود إمكانياته ، وعن تفضيلاته الشخصية العامة .

رابعاً : معلومات الخلاصة :

1. إبراز العناوين الأساسية التي تناولها التقرير النفسي الختامي .

2. التركيز على أهم النقاط التي تناولها التقرير النفسي الختامي .

3. توضيح المشكلة الرئيسية والمشكلات الفرعية إن وجدت والأعراض الأساسية التي دلت عليها والأساليب المباشرة في معالجتها والنتيجة النهائية التي تم التوصل إليها .

خامساً : التوصيات :

1. توجه التوصيات إلى المسترشد نفسه بهدف تبصير بما وصل إليه وبما انتهت إليه حالته ، أو بمدى حاجته إلى المزيد من الرعاية الإرشادية من متخصصين آخرين أو من أسرته أو أحد أعضائها .

2. توجه التوصيات إلى أي زميل مهنه آخر سوف يتابع حاله المسترشد بعد إحالته إليه عند ما يرى المرشد النفسي ضرورة لذلك,ا والى أسرته أو احد أعضائها المهتمين بأمره بهدف استكمال الرعاية الإرشادية له .

3. توجيه التوصيات عموماً في حياته واضحة تتسم بالصراحة والأمانة المهنية بحيث تكون مبنية على النتائج التي توصل إليها المرشد النفسي خلال مقابلاته الإرشادية مع مسترشده مدعمة بالإشارة إلى أسبابها ومسبباتها المستخلصة من تلك النتائج المتحصل عليها .

مهارات الممارسة في كتابة التقرير النفسي الختامي :

1. يكتب التقرير النفسي الختامي على الآلة الكاتبة بمعرفة المرشد النفسي بحيث تترك مسافة مفردة بين كل سطر والآخر . وان تعزر كتابته على الآلة الكاتبة فلا مانع من كتابته بخط اليد ، ولكن نؤكد على عدم تكليف السكرتير أو أي فرد آخر بكتابته إنطلاقاً من مبدأ السرية المكفولة في المعلمية الإرشادية .

2. يجب ألا يهمل التقرير تسجيل المعلومات الأساسية حول المشكلات التي يعاني منها المسترشد وسلوكه الناتج عنها ووسائل تقويمه المختلفة ونتائجها ومدى استجاباته لها والتوصيات اللازمة بشأنها .

3. يجب أن يبتعد التقرير النفسي بقدر الإمكان عن المصطلحات الفنية المتخصصة ولاسيما إذا كان موجهاً إلى غير المتخصصين في المهنة أو إلى المتصلين بها مثل الأشخاص المحيطين بالمسترشد في النطاق الإداري أو في مركز العمل وذلك مما يسهل قراءته ويجعله أكثر فهماً .

4. يجب أن تكون صياغة العبارات والجمل التي يحتوي عليها التقرير النفسي الختامي في صورة موضوعية سهلة وبسيطة ، واضحة ومفهومة بعيدة عن استخدام ضمير المتكلم أو ضمير المخاطب ، بل يفضل أن تبنى الصياغة على أساس ضمير الغائب بالنسبة لكل من المرشد والمسترشد .

5. يجب أن يقتصر استخدام المصطلحات الفنية المتخصصة أو الكلمات ذات المعاني الخاصة مثل عقدة أو ديب التي لا غنى عنها إن كانت سوف تخدم الهدف من استخدامها في التقرير النفسي وذلك في حالة رغبة المرشد في نقل أفكاره وتشخيصه وأساليب معالجته للحالة إلى زملاء متخصصين في المهنة بهدف التشاور وتبادل الرأي حولها ، وبهدف التوفير في الوقت والمجهود المبذولين عنه بعبارات أو بجمل عامة واستخدامها عوضاً عنها .

6. ألا يستخدم الرأي الشخصي للمرشد النفسي على أنه حقيقة واقعة أو أمر جازم ، لذلك يفضل استخدام العبارات الوصفية التي تتصف يكون بلا تشابه محدودة ويكون متروكة لتقدير القارئ مثل : يبدو أنه – ربما يكون – قد يظن أن – بكفاءة مرتقبة – بجودة متوقعة – بقدر ما من الأداء .

7. يجب ألا تسجل نتائج التقويم اختباري وغير الاختباري بصورة مبهمة أو وفقاً لدرجاتها الخام فقط والتي لا تعني شيئاً للقارئ العادي والمتخصص على حد سواء ، أو بناء على علاقات ارتباط بين الدرجات الخام والدرجات المئوية أو شبه المئوية التي يفهما المتخصص فقط دون غيره ولذلك يجب أن تدعم هذه النتائج بتفسير مختصر حول طبيعة كل درجة وما تعنيه من أرقام مجردة .

8. يجب أن تتدرج المعلومات المتباينة حول المسترشد في ترتيب منطقي مختصر حسب تسلسلها الزمني كلما أمكن ذلك ، على ألا يكون حجم التقرير النفسي الختامي أكثر من صفحتين في أغلب الأحوال إلا أذا دعت الضرورة إلى مزيد من صفحات إضافية .

9. يجب أن يكون التقرير النفسي الختامي على نموذج مطبوع بنمط معين بمثل الجهة التي يصدر عنها حاملاً اسمها وعنوانها وشعارها إن وجد كما يسجل فيه اسم المرشد النفسي الذي يشرف على الحالة مدعماً التقرير بعد كتابته بتوقيعه في نهايته وتاريخ تحريره وختمه عن وجد .

الله يعطيك العافية عيوش القمر

مشكورة ما قصرتي مجهود تشكرين عليه